loader

اسر ذات هدف

اسر ذات هدف

أسر ذات هدف

جميل أن يضع الشباب لأنفسهم واحدا من أهدافهم تكوين أسرة ليستقر بها, وتكون الامتداد الطبيعي له , والأجمل من هذا أن يكون في ذهن الشاب والفتاة أن تكون للأسرة التي ستتشكل أهداف أخرى.

في مركز وصال الحياة في عمّان – الأردن نؤكد أن تكوين أسرة ناجحة يحتاج إلى وعي، تخطيط، واستبصار ذاتي ومجتمعي عميق جدًا. فالأسرة الواعية هي حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك، سواء في الأردن أو فلسطين أو العراق.

أن تكون الأسرة هادفة مسألة تحتاج إلى استبصار ذاتي ومجتمعي عميق جدا, وتنم عن مستوى عال جدا من الرقي الفكري , حيث أن الشاب والفتاة في بحث كل منهم عن الآخر, سيضع مسألة الهدف الذي ستؤديه الأسرة في الاعتبار حين اختيار كل منهما للآخر, ولا ينفصل بأي حال من الأحوال الهدف الذي ستسعى إليه الأسرة عن الأهداف الشخصية لكل من الشاب والفتاة , فالأسرة الهادفة تضع خططا من أجل تحقيق الهدف الذي إرادته لنفسها أو لأبنائها

قد يخلط البعض بين الأمنيات وبين الأهداف, فإذا سألنا أي أسرة عن الهدف الذي تَشَكَّلَتْ من أجله فستسمع الكثير من الإجابات, والتي تكون في كثير من الأحوال على شكل أمنيات, ولتحويل هذه الأمنية إلى هدف يمكن تحقيقه لابد من وضعها بشكل هدف يتم تجزأته إلى مراحل ويتم الانتقال من كل مرحلة إلى أخرى. هنا يأتي دور الاستشارات الأسرية مثل التي يقدمها خبراء وصال الحياة لدعم الأهل في الأردن وفلسطين والعراق.

ولتوضيح الأمر أعطي مثالا تطبيقيا

أسرة تشكل لديها هدف بأن يحصل أبناؤها على دراسات عليا في تخصصات مختلفة, فإذا وقف الأمر عند هذا الحد فهذه أمنية وليست هدفا , ولتكون هدفا فعلى الأب والأم من البداية محاولة كشف ميول أبنائهم منذ طفولتهم, ثم محاولة المزاوجة قدر الإمكان بين الميول الطبيعية وما يعززها

من معارف وعلوم , إضافة إلى محاولة توفير الجو المنزلي الملائم , لينشأ الأبناء النشأة التي تساعدهم للوصول إلى الدراسات العليا , ثم محاولة توفير المصادر الملائمة ليتحقق الهدف الذي أرادته هذه الأسرة.

بعض الأسر تضع بعين لها هدفا بأن يكون أحد أبنائها على سبيل المثال طبيبا أو مهندسا أو غير ذلك , وبحسب رأيي هذا التحديد يحتاج إلى إعادة نظر, كون مسألة إلزام الإبن بتخصص ما قد لا يتناسب ورغبته الشخصية خطأ عادة ما تقع بعض الأسر فيه .

إن أخذ مسألة ميول الأبناء بعين الاعتبار مسألة غاية في الأهمية , فدورك كأب وأم هي تؤسس في أبنائك مبدأ أن يكون لديه هدف , ويسعى لتحقيقه, وبذل الجهد في هذا أولى من تحديد الهدف له.

فلنتخيل لو أن شبابنا وفتياتنا عرفوا واقعهم حق المعرفة, وأخذ كل منهم ثغرة صغيرة من ثغرات المجتمع , وعمل على سدها بتكوين أسرة تهدف إلى سد هذه الثغرة, فلن يمر جيل أو جيلين إلا وقد تغير شكل المجتمع.

مخطئ من يرى أن الزواج مسألة تحصيل حاصل , أو أنه مرحلة عمرية لابد منها , وأنها هي بحد ذاتها هدف ويتوقف كل شيء بعد ذلك, ومخطئ أيضا من يعتبر أن الزواج منفصل عن النجاحات الأخرى في الحياة.

فالنجاح يجب أن يؤخذ بمفهومه العام والشامل إضافة إلى أخذه بمفهومه المتخصص.

لن يمر جيل أو جيلان إلا وقد تغيّر شكل المجتمع. وهذا ما نعمل عليه في وصال الحياة – مركز الاستشارات الأسرية في عمّان: مساعدة العائلات على تكوين أسر مستقرة، ناجحة، وهادفة.

تعليقات