- فريق التحرير - وصال الحياة
- August 18, 2025
- الصحة النفسية
اضطراب الشخصية الحدّية: بين الواقع والعل...
اضطراب الشخصية الحدّية: بين الواقع والعلاقات الإنسانية
اضطراب الشخصية الحدّية (Borderline Personality Disorder – BPD) يُعد من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، لأنه يمسّ ثلاثة جوانب رئيسية في حياة الإنسان: العاطفة، التفكير، والعلاقات.
الأشخاص المصابون غالبًا يعيشون مشاعر شديدة متقلبة، علاقات غير مستقرة، وصعوبة في الحفاظ على صورة ثابتة عن أنفسهم.
في هذا المقال نستعرض: أعراض الاضطراب وصفاته، كيف يفكر المصاب ويشعر، أمثلة واقعية من الحياة الأسرية والعملية، ولماذا لا يكفي التشخيص الذاتي بل يجب مراجعة أخصائي معتمد مثل أخصائيي وصال الحياة للأستشارات النفسية في الأردن – عمّان، وأخيرًا كيف يمكن التعامل معهم بوعي ورحمة.
الأعراض والصفات الرئيسية لاضطراب الشخصية الحدّية
الشخص المصاب يعيش صراعًا داخليًا مستمرًا، وتظهر أعراضه في أكثر من جانب:
1. الاضطرابات العاطفية والمزاجية
-
تقلب حاد وسريع في المزاج (سعادة كبيرة صباحًا تتحول لحزن أو غضب شديد مساءً).
-
حساسية مفرطة لأي إشارة بالرفض أو الإهمال.
-
خوف شديد من الهجر والانفصال حتى لو لم يكن هناك خطر واقعي.
-
شعور دائم بالفراغ الداخلي أو فقدان الهوية.
2. العلاقات العاطفية والاجتماعية
-
علاقات غير مستقرة بين المثالية المطلقة والرفض التام.
-
تعلّق شديد بالآخرين يقابله سرعة في فقدان الثقة.
-
ميل متكرر للدخول في "علاقات سامة" مليئة بالشد والجذب.
3. التفكير والسلوك
-
التفكير الثنائي: "إما أبيض تمامًا أو أسود تمامًا".
-
اندفاعية في القرارات (إنفاق متهور، قرارات عاطفية متسرعة).
-
صعوبة في ضبط الغضب: صراخ أو خصام أو تكسير أغراض.
-
أحيانًا يظهر إيذاء الذات أو تهديد بالانتحار.
4. الصورة الذاتية والهوية
-
اضطراب في الهوية وصعوبة في تحديد من يكون الشخص فعلًا.
-
شعور متكرر بعدم القيمة أو بعدم الاستحقاق.
-
تغير مستمر في الاهتمامات أو الأهداف الشخصية.
5. أعراض مصاحبة
-
نوبات قلق أو هلع.
-
أعراض اكتئابية متكررة.
-
اضطرابات نوم (أرق أو كوابيس).
-
ضعف التركيز وصعوبة اتخاذ القرارات.
كيف يفكرون ويشعرون؟
يشعر المصابون وكأن حياتهم موج عاطفي لا يهدأ:
-
اليوم يرون أنفسهم محبوبين ومهمّين، وغدًا يعيشون إحساسًا بالرفض أو الإهمال.
-
يتعاملون مع العالم إما كـ "مكان مثالي" أو "قاسٍ تمامًا".
-
يبحثون عن الاستقرار، لكن تصرفاتهم المتقلبة تبعده عنهم.
أمثلة من الواقع
-
الخطوبة والحب: الاهتمام المفرط بالشريك يقابله غضب شديد عند أي تأخير بسيط في الرد.
-
الزواج: الخلافات البسيطة تتحول إلى أزمات كبيرة تُرهق العلاقة.
-
الأم مع أبنائها: حنان مفرط في لحظة يقابله غضب وصراخ في لحظة أخرى.
-
بيئة العمل: الموظف يرى مديره قدوة اليوم وظالمًا غدًا، لأسباب بسيطة.
هل تكفي الأعراض للتشخيص الذاتي؟
الإجابة: لا.
وجود بعض هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالاضطراب. التشخيص يحتاج إلى أخصائي نفسي معتمد عبر:
-
جمع التاريخ النفسي الكامل.
-
المقابلات الإكلينيكية.
-
الاختبارات النفسية المتخصصة.
ولهذا، يقدم خبراء وصال الحياة للعلاج النفسي في الأردن – عمّان جلسات تشخيص دقيقة مبنية على أسس علمية حديثة.
كيف نتعامل مع المصاب باضطراب الشخصية الحدّية؟
-
التعاطف والهدوء: تقلباتهم ليست مقصودة بل جزء من معاناتهم.
-
الحدود الصحية: وضع حدود واضحة تمنع إنهاك الطرف الآخر.
-
التشجيع على العلاج: العلاج الجدلي السلوكي (DBT) والعلاج النفسي الداعم من أنجح الأساليب.
-
الدعم الأسري: الأسرة الواعية قادرة على أن تكون عامل استقرار بدلًا من عامل فوضى.
الخلاصة
اضطراب الشخصية الحدّية ليس عيبًا أخلاقيًا، بل اضطراب نفسي معقّد يحتاج لفهم ودعم وعلاج متخصص.
الأعراض قد تظهر في الحب، الزواج، الأمومة، أو العمل. لكن، مع جلسات الدعم النفسي والعلاج النفسي المتوفرة في وصال الحياة للاستشارات النفسية والأسرية– عمّان، يمكن للمصاب أن يستعيد توازنه ويعيش حياة أكثر هدوءًا.
تعليقات