loader

الاحتراق النفسي في بيئة العمل: متى يتحول...

الاحتراق النفسي في بيئة العمل: متى يتحول...

الاحتراق النفسي في بيئة العمل: متى يتحول الشغف إلى عبء؟

في لحظة ما، وأنت جالس على مكتبك، تنظر إلى شاشة الحاسوب المضيئة... تشعر أن عينيك مفتوحتان، لكنك غائب. كل ما كان يشعل حماسك للعمل أصبح الآن عبئًا. المهام الصغيرة تُربكك، والرسائل المتراكمة تُخيفك. تفتح البريد الإلكتروني ثم تغلقه. تنهض لتعد قهوة، ليس لأنك ترغب بها، بل لأنك تهرب من فكرة العودة لمقعدك.

إنه ليس كسلًا. إنه الاحتراق النفسي الوظيفي.

قصة وسام... ليست مجرد حالة فردية

وسام، مهندس مجتهد، بدأ عمله بشغف كبير. كان أول الواصلين للمكتب، وآخر من يغادر. في البداية شعر أنه يبني مستقبله، يحقق ذاته، ويثبت جدارته. لكن شيئًا فشيئًا، بدأت الأمور تتغير.

  • بدأ يستيقظ منهكًا، رغم النوم الطويل.

  • المهام المعتادة أصبحت ثقيلة، بلا طعم.

  • بدأ ينسحب من الأحاديث الجماعية.

  • فقد الإحساس بالإنجاز، رغم تحقيقه للأهداف.

ما شعر به وسام ليس حالة نادرة، بل نمط متكرّر في بيئات العمل الحديثة.

ما هو الاحتراق النفسي بالضبط؟

هو حالة من الإنهاك الجسدي والعقلي والعاطفي، تحدث بسبب الضغط المزمن في بيئة العمل دون فترات تعافٍ كافية. يتراكم ببطء حتى يُفرغ الإنسان من طاقته بالكامل.

والمشكلة أن معظمنا لا يلاحظ إشاراته إلا بعد أن يصبح أثره عميقًا.

 

أعراض الاحتراق النفسي... كما يعيشها الناس فعلًا

  • تشعر أنك تؤدي دورك في الحياة، لا تعيشها.

  • تخاف من أيام الأحد أكثر من أي شيء آخر.

  • تؤجل المهام الصغيرة لأيام، رغم قدرتك.

  • تفقد أعصابك بسهولة: في المنزل، في الطريق، في الاجتماعات.

  • تشعر بالذنب حين تستريح، وكأنك تخون مسؤولياتك.

  • تبحث عن وظيفة أخرى دون رغبة حقيقية في التغيير، فقط للهروب.

  • تتساءل داخليًا: هل هذا كل ما في الحياة؟

 

لماذا يحدث الاحتراق بسهولة في عالمنا العربي؟

  • لأننا نشأنا على أن "النجاح يعني التحمّل، والصمت، والعمل بصمت".

  • لأن مؤسساتنا غالبًا لا تملك ثقافة الوقاية النفسية.

  • لأننا نخشى أن يُنظر إلينا كضعفاء إذا اشتكينا.

  • لأننا لا نفصل بين "قيمتي كإنسان" و"إنتاجيتي كموظف".

 

خطوات عملية لتفادي الانهيار:

1. أعد تعريف النجاح لنفسك

هل النجاح يعني أن تكون متاحًا على البريد الإلكتروني في كل لحظة؟ أم أن تنام بهدوء دون قلق؟ اختر.

2. افتح حوارًا ذكيًا مع مديرك

  • استخدم عبارات مثل: "ألاحظ أن جودة عملي تتأثر مؤخرًا بسبب الضغط المتواصل... أحتاج لإعادة ترتيب الأولويات."

  • لا تتحدث بلغة الشكوى، بل بلغة التحسين.

3. اخلق لنفسك مساحة نفسية داخل العمل

  • خصص 10 دقائق يوميًا تقطع فيها الاتصال (No Email, No Phone).

  • امشِ في الهواء الطلق ولو حول المبنى.

4. ارفض المهام الزائدة باحترام

  • قل: "يسعدني أساعد، لكن لإنجازها بشكل جيد أحتاج جدولًا زمنيًا مناسبًا."

  • تدريب النفس على قول "لا" هو أحد أذكى وسائل النجاة النفسية.

5. تحدث مع مختص دون خجل

  • الاحتراق قد يتحوّل إلى اكتئاب إذا أُهمل.

  • جلسة واحدة قد تُحدث فارقًا كبيرًا في وعيك.

 

متى تكون في خطر حقيقي؟

  • إذا بدأت تفقد الشغف في كل شيء، حتى خارج العمل.

  • إذا أصبحت تُخطئ في أشياء كنت تتقنها.

  • إذا شعرت أن جسمك يرفض الذهاب للعمل.

📌 هذه إشارات للاستغاثة النفسية. لا تتجاهلها.

 

في وصال الحياة... نحن نراك

نرى من يشعر أنه يحترق داخليًا، لكنه لا يجرؤ على إخبار أحد. نعلم أن الأمر ليس ضعفًا، بل حملٌ أثقل من أن يُحمل وحدك.

 

📩 احجز جلستك الآن مع فريق وصال الحياة المختص، دون أي التزام مادي مبدئي. فقط فرصة للحديث، للتنفس، لإعادة ترتيب أفكارك.

 

المصادر:

  • World Health Organization. (2019). Burn-out an "occupational phenomenon": International Classification of Diseases. Link

  • Harvard Business Review. (2021). Beyond Burned Out. Link

  • منصة موضوع. (2022). "الاحتراق النفسي: أسبابه وعلاجه". رابط

  • أكاديمية الصحة النفسية العربية. (2023). "الاحتراق الوظيفي في بيئة العمل العربية".

 

تعليقات