- المستشار أحمد عبدالله
- July 31, 2025
- الموضوعات الأسرية
التأهيل للزواج مسؤولية من؟...
التأهيل للزواج: مسؤولية من؟
إن المتتبع لنسب الطلاق وخصوصا في السنوات الاخيرة يلاحظ أن أعداد المطلقين من فئة الشباب بدأت تكثر وبدأ حاليا ما يعرف بطلاق ما قبل الدخول لكبر أعداد حالات طلاق ما قبل الدخول.
فوفقا لتقرير دائرة قاضي القضاة لسنة 2008قفد بلغ الطلاق البائن قبل الدخول 79،1% من مجموع حالات الطلاق جميعها لنقس العام.
ليس المجال هنا لبحث تفصيلي بالأسباب المؤدية لهذا الطلاق تحديدا لكن الملفت أن هذه الأعداد من قام بها هم في غالبيتهم العظمى من فئة الشباب.
يعيش الشاب في أسرته الصغيرة أو الكبيرة منذ أن كان طفلا صغيرا ويتشرب مجموعة كبيرة من القيم والعادات والتقاليد والأفكار من محيطه الاجتماعي ويدخل المدرسة فتتوسع دائرة مداركه ومعارفه إلى أن يصل إلى مرحلة الجامعة فيدخل وينهي المرحلة الجامعية وقد تشكلت شخصيته وأصبحت لديه الأفكار والمعتقدات الخاصة به وبعد الجامعة يكون أمام الشباب هدفين عامين رئيسيين العمل المناسب والزواج.
وبعودة إلى التسلسل السابق نرى أن الأسرة أدت دورا معينا في شخصية الشاب منذ طفولته إلى أن دخل المدرسة فظهرت جوانب أخرى اهتمت فيها المدرسة وأدت فيها دورها إلى مرحلة الجامعة التي أدت الدور المحوري في حياة الشاب كونها هي من تكسبه – في الغالب- تخصصا يطبق في حياته ويعتاش من خلاله وهنا يبرز السؤال
تأهيل الشباب للزواج مسؤولية من؟
رحم هذا السؤال يبرز تساؤل آخر مفاده وهل الزواج يحتاج من المقبلين عليه الى تأهيل؟
بالإجابة عن السؤال الثاني نصل إلى إجابة السؤال الأول، نعم الزواج يحتاج المقبلون على الزواج إلى تأهيل.
فالزواج عملية تتضمن مجموعة كبيرة من المهارات هذه المهارات تعتمد على كم كبير من المعلومات التي يحتاجها المقبلون على الزواج. فلغة الأرقام تتحدث عن أعداد كبيرة من حالات الطلاق بين فئة الشباب كنتيجة – طبيعية – لقلة المعلومات أو المهارات اللزمة لخوض عملية الزواج.
وهنا اسمع تساؤل أحدهم حيث يقول إن الزواج ليس عملية خاصة بالشباب وهي ليست اختراعا حديثا فالزواج موجود من بدء الخلق فلماذا الآن.
أقول قديما كانت الأسرة التي تربي أبناءها يلتقط منها الأبناء قيمهم الزواجية في معظم الحالات أو من مجموع أسر أخرى من محيطه إضافة إلى ما يضعه الشاب نفسه من اسقاطات على حياته بحسب ما يراه مناسبا
لكن في عصرنا الآن ومع انفتاح العلوم والمعارف وسهولة التواصل بين كل العالم اختلطت القيم وتعددت المفاهيم وأصبح من السهولة أن يكون المربي ليست جهة واحدة بل جهات عدة فالأسرة ضعف تأثيرها على الابناء حاليا مقارنة بالماضي والنماذج التي يراها الشباب كي يقلدوها وكي يبتعدوا عنها أصبحت أكبر من ذي قبل بكثير فهذا الانفتاح الفضائي والمعلوماتي والاعلامي والاجتماعي سلاح ذو حدين فهو يوسع كثيرا من مدراك الشباب وفي الوقت نفسه هو يخلط المفاهيم ويرسل كما هائلا من المعلومات وقلة قليلة من المهارات.
من هنا ضعف دور الاسرة في أن تؤهل شبابها للزواج وبعض الأسر تعتبر أنها غير مسؤولة عن تأهيل شبابها للزواج من حيث المبدأ.
إضافة إلى أن المدرسة لا يمكن أن تقوم بدور جوهري في تعليم مرتاديها متطلبات الزواج كون المرحلة السنية غير مناسبه لهذا الموضوع - هذا بحسب رأيهم – وهنا يأتي دور الجامعات وهنا أتساءل ما الدور الذي تقدمه الجامعات لشبابها مختص بالزواج؟
الجامعة كمحضن يضم في جنباته قصص الحب الغرام التي تنشأ بين الشباب في الأصل يجب أن تكون هي نفس المكان التي يتعلم فيه هؤلاء أساسيات العلاقة الصحيحة والصحية بين الجنسين وإلا فإن الامور ستؤول إلى الأرقام التي رأيناها بداية إضافة إلى كم هائل من حالات – كسر القلب- التي تحدث بين المحبين في الجامعات وخارجها.
وإذا لم تتكفل الجامعات بهذا الدور فعلى الجهات المسؤولة في الدولة أن تأخذ على عاتقها مسألة توجيه المقبلين على الزواج حتى تتبدل لغة الأرقام فالتجربة الماليزية في هذا الموضوع تحديدا واضحة وجلية حيث أن نسب الطلاق عندهم قلت أكثر من النصف في سنوات قليلة بعد تطبيقهم لبرنامج تأهيل المقبلين على الزواج.
منذ فترة أعلنت دائرة قاضي القضاة مشكورة عن إنشاء مديرية التوافق والاصلاح الأسري والتي سيكون أحد مهامها مسألة توجيه المقبلين على الزواج ومن هنا أوجه نداء في الاستعجال لإتمام برنامج المديرية وتطبيقه على ارض الواقع لأن التأخر في تطبيق هذا البرنامج سيزيد من حالات الطلاق وتبعاته على الفرد والمجتمع.
تعليقات