- المستشار أحمد عبدالله
- July 31, 2025
- الموضوعات الأسرية
العمر والنضج في الزواج...
العمر والنضج في الزواج
في خضم الجدل الكبير الدائر حول قانون الأحوال الشخصية الجديد الذي اقترحته مشكورة دائرة قاضي القضاة, انقسم الرأي العام ما بين معارض لبعض البنود وبين من هو مؤيد. ولعل مسألة تزويج " القاصرات " أخذت مجالا كبيرا من المناقشة.
وهنا أتوقف لأعرض وجهة نظري كمستشار أسري في مسألة هي أوسع برأيي من موضوع تحديد السن المناسب فمسألة العمر وحدها من الخطأ – عمليا – الاعتماد عليها كقضية فيصلية في الحد من نسب الطلاق.
الواقع العملي يبين أن الطلاق كطاهرة لم يستثن فئة من الفئات سواء حسب السن أو الشهادة أو المكانة إلا كان له موجودا فيها فإن كان لابد من التباكي فلا داعي للتباكي على " القاصرات" بل البكاء أولى على تلك الفئات التي ينهشها الطلاق يوميا بغض النظر عن تصنيفاتهم العمرية أو غيرها
لابد من النظر إلى معيار النضج – على صعوبة قياسه بشكل ملموس- كمعيار للزواج والمقصود بالنضج هو امتلاك الشاب والفتاة للمعلومات والمهارات التي تؤهلهم بأن يكونوا أزواجا وزوجات فليس فقط " القاصر" هي التي تطلقت بناء على خلافات بينها وبين من ارتبطت به
فغير " القاصر" أيضا تطلقت بسبب أن كلتاهما لا تعرفان عن الزواج إلا من تم نقله بالوراثة الاجتماعية أو عبر الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام.
وبالمقابل ليس الشاب الذي تزوج باكرا وحده هو الذي لا يتحمل المسؤولية كونه صغير السن بل إن هناك العديد من حالات الطلاق هي لشباب ليسوا بــ "قاصرين" بل قد يكونوا من حملة الشهادات العليا وتشاركوا مع ذلك الشاب الصغير بعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية.
فعلى الرغم من أن معيار النضج قد يضم بين جنباته فئات أوسع من تلك التي يشملها السن إلا أن النضج – من جهة نظري – لا يقل أهمية عن معيار السن.
فالنضج احتياج أصيل للفتاة القاصر أو غير القاصر على حد سواء فهو يساعد الجميع على تجاوز الكثير من العقبات التي تعترض الحياة.
إن تزويد وتدريب الشباب والشابات على مهارات الحياة الأسرية لهو الضمان ليس للتقليل من نسب الطلاق فقط بل ستصبح الأسرة أكثر هدوءا وإنتاجية مما ينعكس حكما على المجتمع بكليته.
فكيف إذا يتحدد النضج؟
يتحدد بمأسسة عملية التأهيل من خلال إشراف متخصص ضمن منظومة دائرة قاضي القضاة نفسها بالإشراف المباشر على عملية التأهيل من خلال إشراف متخصص على عملية التأهيل وبذلك فإن عقد الدورات والمحاضرات المتخصصة بالمقبلين على الزواج يساعد على رفع مستوى النضج عند الشباب والشابات فمن لم تكن لديه المعلومة والمهارة يستفد من طرحها ومن وجدت لديه يكتسب المزيد من المهارات.
إن النظر لموضوع السن على أنه الوحيد الذي يحتاج إلى إعادة نظر خطأ كبير يقع على عاتق أصحاب الأقلام المؤيدة أو المعارضة.
تعليقات