loader

قلق الإنجاز: لماذا نشعر بأننا متأخرون دا...

قلق الإنجاز: لماذا نشعر بأننا متأخرون دا...

قلق الإنجاز: لماذا نشعر بأننا متأخرون دائمًا رغم كثرة الإنجازات؟

هل حدث أن أنهيت مشروعًا مهمًا، أو حصلت على ترقية كنت تحلم بها، ثم بعد أيام فقط... وجدت نفسك تقول: "لكنني لم أحقق شيئًا بعد!"؟

هل تشعر أحيانًا أن الآخرين يتقدمون وأنت مكانك، رغم أنك تعمل بجد وتنجز الكثير؟

أنت لست وحدك. هذه الحالة تُعرف بـ**"قلق الإنجاز"**، وهي أكثر انتشارًا مما نظن، خاصة في زمن السرعة، والمقارنة، وثقافة "النجاح الفوري".

من أين يأتي هذا القلق؟ ولماذا يشعر به الشباب تحديدًا؟

1. ثقافة المقارنة المستمرة (Social Comparison)

تمرّ من إنستغرام أو لينكدإن، فتجد صديقك أطلق شركته، وزميلتك نشرت كتابًا، وأخرى تزوجت وسافرت، وابن الجيران اشترى منزله الأول، بينما لا تزال أنت تُحاول ترتيب أولوياتك. كل منشور جديد يُذكّرك ضمنيًا بأنك "متأخر"، حتى لو كنت في مسارك الصحيح.

2. الخوف من أن يفوتنا شيء (FOMO: Fear of Missing Out)

المنصات الاجتماعية لم تعد فقط للترفيه، بل أصبحت ساحات عرض دائمة للإنجازات، والسفر، والحب، والمشاريع، والنجاحات الشخصية. هذا التدفّق المتواصل من "قصص النجاح" يجعل عقلك في حالة طوارئ مستمرة: "هل أنا أفوّت شيئًا؟ هل الوقت يمر دون أن أحقق شيئًا؟"

3. التقدير الذاتي المشروط بالإنجاز

منذ الصغر نُربّى على أن قيمتنا تأتي من علاماتنا، ثم من شهاداتنا، ثم من وظائفنا. وكأن الإنسان لا يُعتبر ناجحًا إلا إذا كان لديه ما يُثبت ذلك أمام الناس. هذا يجعلنا نطارد الإنجاز، لا بدافع الشغف، بل من أجل الإحساس المؤقت بأننا "كافون".

4. الإحساس الجماعي بأننا تأخرنا عن الركب

الكثير من الشباب اليوم، خاصة في العشرينات والثلاثينات، يشعرون أنهم خلف الجميع. خلف من تزوجوا، ومن سافروا، ومن أسسوا أعمالهم، ومن لديهم أطفال. هذا الإحساس يولّد قلقًا داخليًا خانقًا: "هل سأصل؟ هل تأخرت أكثر من اللازم؟ هل الحياة سبقتني؟"

سيناريو واقعي: لينا ودوامة الإنجاز

لينا، شابة طموحة، تعمل في شركة تسويق رقمي. خلال عام واحد:

  • حصلت على 3 ترقيات.

  • أصبحت تدير فريقًا.

  • بدأت دراسة ماجستير.

لكنها كل ليلة تنام وهي تفكر: لماذا لا أشعر بالسعادة؟ لماذا أخاف من التراجع؟ لماذا لا أحتفل بأي إنجاز؟

السبب؟ لأن لينا ترى نفسها فقط من خلال ما تفعله، وليس من تكون.

كيف نحرر أنفسنا من قلق الإنجاز؟

1. افصل بين هويتك وإنجازاتك

أنت لست وظيفتك، ولا عدد المشاريع التي أنجزتها. أنت إنسان أولًا، ثم تأتي الإنجازات كنتيجة، لا كشرط للقبول.

2. راقب المحفزات التي تزيد من قلقك

من تتابع على السوشيال ميديا؟ هل يلهمونك أم يستهلكونك؟ اسأل نفسك: هل أحتاج لرؤية كل هذه القصص اليومية عن "إنجازات" الآخرين؟

3. احتفل بالإنجازات الصغيرة

النجاح لا يجب أن يكون "استثنائيًا" دائمًا. في بعض الأيام، مجرد النهوض من السرير، أو اتخاذ قرار صعب، أو قول "لا" لما يؤذيك... هو إنجاز حقيقي.

4. أعد تعريف النجاح لنفسك

ما هو النجاح بالنسبة لك، بعيدًا عن أعين الناس؟ متى تشعر بالسلام؟ متى تضحك من قلبك؟ ما الذي يمنحك شعورًا بالمعنى؟

5. امنح نفسك إذنًا بالتوقف

خذ فترات راحة حقيقية، دون شعور بالذنب. الراحة ليست عكس الإنجاز، بل وقوده. لا بأس إن لم تحقق شيئًا لبعض الوقت. أنت تنمو داخليًا، حتى لو لم يظهر ذلك على شكل أرقام أو نتائج.

في وصال الحياة، نراك كما أنت

نحن نؤمن أن الإنسان لا يُقاس فقط بما يفعل، بل أيضًا بما يشعر، ويحتاج، ويعيش.

 

📩 هل تعاني من قلق دائم رغم نجاحاتك؟ احجز جلستك الأولى مع مختصينا في وصال الحياة. لنفكّر معًا: كيف تحقق التوازن، لا مجرد الإنجاز.

 

المصادر:

  • Psychology Today: "The Achievement Trap and How to Escape It".

  • Harvard Business Review: "Why Success Doesn’t Always Lead to Fulfillment".

  • منصة ساسة بوست: "FOMO: لماذا نشعر أن الحياة تمر من أمامنا؟"

  

تعليقات